info@arabrena.com

كي لاتتكرر أخطاء المختصين في الطاقة الشمسية في وقتنا الحالي

Created by مدير الأكاديمية In Articles 1 Jul 2021
حقول زارعة الألواح الشمسية
قمت بنشر الصورة التي في الأسفل سابقا في أحدى صفحات التواصل الاجتماعي وكنت قد كتبت كتعليق عليها " عندما يركز مهندس الطاقة الشمسية في التصميم على جانب واحد من المشروع. بصفتك متخصص في الطاقة الشمسية ، ماهو تعليقك على الصورة!"

وفي حقيقة الأمر كانت هناك ردود عديدة وإجابات مختلفة من الزملاء والأصدقاء في منصة التواصل الفيس بوك والبعض كان شديد النقد والبعض كان مستغربا عن هذه الأخطاء التي حدثت في الصورة. فبعد ذلك قمت بنشر مقالة اشارك هنا تفاصيلها كي تعم الفائدة على المختصين ولكي يعرف الجميع أن التعليم والتطوير المستمر أمر هام جدا في مجال الطاقة المتجددة.

دار النقاش حول الأخطاء الذي كانت تظهر في الصورة لمنظومة الطاقة الشمسية والذي علق عليها الكثير بملاحظات قيمة. وكان هناك عدة انتقادات لمن صمم هذه المنظومة خصوصا حول الأخطاء التي لم يتم الانتباه لها أثناء التصميم وأهمها هي عدم وجود ممرات لتسهيل علميات الصيانة والتشغيل للمنظومة و هو الأمر الذي نتجت عنه عدة مشاكل كصعوبة تنظيف الألواح وإزالة الأعشاب بشكل دوري و تكون الظل و غيرها من الأمور التي تم ذكرها. رابط المنشور السابق والذي يحتوي على التعليقات وردود الأفعال ( اظغط هنا ).
طبعا الكثير من المهندسين كان مصدوم من وضع التصميم وكيف يمكن أن يعتبر هذا مشروع ناجح وكان ايضا هناك تعليقات تحمل نوع من الطرفة كاطلاق البعض على هذه المنظومة " منظومة التبليط" و "حوض زراعة الألواح" وغيرها من الانتقادات القوية و في الحقيقة هي أقرب للواقع.
ولكن قد تكون مفاجأة اذا أخبرتكم أن هذا النظام تم تركيبه في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل عام 2000 بواسطة شركة شهيرة ومعروفة في ذاك الوقت وهي Powerguard والتي لاحقا استحوذتها شركة Sunpower الشهيرة.
وكما يظهر في النظام أن الألواح تعمل بتقنية باسبارين و تقنية الخلية الكاملة مما يدل على قدم هذه المنظومة حيث كانت الطاقة الشمسية في بدايتها.
طبعا التصميم هو صادم للكثيرين وهذا شيء طبيعي خصوصا أننا نتكلم قبل عشرين سنة لم تكن فيه التقنيات والبرامج والتصاميم والدارسات لتجنب كل ماذكر ولم تكن حينها الطاقة الشمسية منتشرة حول العالم. كون استخدام الطاقة الشمسية مازال في بدايته وهذا شيء طبيعي أن يكون هذا النطام بهذا الشكل في ذلك الوقت.
حيث لم تكن كثير من الأمور متوفرة كالمعايير و هياكل التركيب المتقدمة والتي حاليا تتيح لك تصميم زاوية الميلان بطريقة سهلة لتحقيق انتاجية عالية وتجنب تراكم الغبار و كذلك تحمي المنظومة من مخاطر عديدة ك wind load.
وقد أخبرني أحد الزملاء أنه كان من ضمن الأشخاص الذين يقومون بصيانة هذه المنظومة حيث كانت إزالة الأعشاب الضارة لهم موضوع بالغ الصعوبة حتى أنهم اطلقوا على هذا النظام في مابعد من باب الطرفة إسم Powergardens تعليقا على أسم الشركة المنفذة (Powerguard ).
بمعنى مزرعة الطاقة و هو الأمر الذي ذكره معظم المهندسين في التعليقات)، وأضاف أن استبدال الألواح التي تكون في المنتصف خصوصا كان أمر شبه مستحيل وشاق كون الألواح كانت غير مؤطرة وكانت تتحطم بسهولة.
العبرة:
ومع كل ماذكر ومع كل الأخطاء، إذا عدنا إلى ذلك الوقت فسنجد أن هذه الأنظمة قد تم تركيبها على الأسطح القديمة في القطاع الصناعي والتجاري دون الحاجة إلى اختراق الأسطح وهذا يعتبر شيء مبتكر وخارق في وقتها. (كون الأسطح القديمة كان فيها الكثير من المشاكل وكانت قديمة ولاتتحمل الثقب لتثيبيت الألواح ).
لكن بالرغم من وجود العديد من المشكلات في المنظومة لكن في الحقيقة هذه المنظومات ساعدة في نهاية المطاف على تقدم الصناعة ومكونات المنظومات الشمسية في القطاع الصناعي والتجاري لاحقا حيث انبثق عنها تقنية مشهورة نعرفها جميعا وهيballasted system.
وهكذا هو الحال لأي تقنية حديثة وقد نشرت سابقا عن تقنية منظومة الهجين (PV+Wind+Batteries). وماهي التحديات التي وجهتها في السوق الاسترالي.
الفائدة:
ما أود أن أؤكد عليه هو أنه من المعيب أن ترى بعض المشاريع تكرر نفس الأخطاء في عام ٢٠٢١ خصوصا فيما يتعلق بموضوع بعدم مراعة ممرات الصيانة للمنظومة و ممرات الصيانة كذلك للأسطح نفسها خصوصا على أسطح المنشئات الصناعية الحساسة.
كمتابع لأسواق الطاقة الشمسية يمكن القول بالأمس كانت المشكلة في غياب مصادر المعلومة حول التحديات والمشاكل والتجارب التي واجهها المختصون في السابق أثناء التركيب والصيانة لمنظومات الطاقة الشمسية لكن اليوم لايوجد عذر لأحد فالمعلومة متوفرة و المشكلة فقط فينا وفي كيفية استخدام أخطاء الأمس والغير لتجنبها وتفاديها.
ليس من العيب أن تخطئ .. إنما العيب أن تُكرر الخطأ

وفق الله الجميع ومزيد من الحب للتطوير والمطالعة والارتقاء وتطوير الذات

و تميناتي بالتوفيق
د. عبدالرحمن بابريك

التعليقات (0)